Wednesday, March 7, 2007

النيل


لم تكن تلك هي المرة الاولى التي أنظر فيها إلى هذا النيل
و لكنها المرة الاولى التي أسعى فيها خلف صفه
لم ارى فيه سوى صفحة من الماء أكاد اراها ثابتة إلا من تلك الامواج القليلة التى لا تكاد ترتفع حتى تعود فتنخفض مرة اخرى
ما هذا ؟؟! ألا أستطيع ان أصف النيل؟
و على الرغم من ان النيل كان و مازال مصدر إلهام الشعراء و المكان المفضل لألتقاء الأحباء ولكنه رغم هذا لم يكن لي ذات يوم جميلا بأى شكل من الأشكال
على العكس0000000 فقد رأيته مخيفا إلى حد كبير
نعم00000 مخيفا
كنت فى هذا الوقت لم اتجاوز السابعة من عمري و كنت متفوقا إلى الحد الذي دفع أستاذي لكي يمنحني عملة قديمة لإحدى البلاد الاوروبية التي سافر إليها على سبيل التقدير
و بينما أنا فى رحلة مع نيلية مع أسرتي 000000 سقطت تلك العملة المعدنية من يدي
و لكن ليس فى النيل
و إنما بداخل تلك المركب الصغير و ما كادت تلمس الأرض حتى سحقتها إحدى الأقدام من غير قصد
و لكنني غضبت كثيرا 00000 و ألتقطها فى لهفة ورحت انظفها بيدي و لكن امي صرخت فى وجهي قائلة :
" حذار أن تتسخ يداك فإننا على وشك تناول طعام الغداء "
ثم لاحت لي فكرة
لما لا أغسلها في مياة النيل الذي يحيط بنا من كل جانب؟؟
و حينما حسمت امري 0000 دفعت بيدي - التي تحمل العملة المعدنية - إلى مياه النيل
و فجأة
سقطت العملة المعدنية من يدي
و كأن يد خفية أقتلعتها من يدي فأخذت أصيح
" النيل سرق عملتي 00000 النيل سرق عملتي"
و من وقتها و كلما تطلعت إلى النيل و انا اذكر تلك الحادثة
و احدث نفسي
عن من غرقوا فى النيل؟
و من ضاعت مقتنياتهم الثمينة لتستقر فى قاعه المظلم المخيف!!!
وفي تلك اللحظة بالذات000 و بينما أنا اكتب هذه الكلمات
تابعت ببصري رحلة لإحدى المهملات - التي ألقى بها احدهم - في شغف
و هي تشق طريقها بإتجاه صفحة النهر 0000 نهر النيل
أحسست بالاسف لما يحدق لهذا النيل!! كما أححست بالشفقة نوعا ما

أندفعت امواج النيل تتحرك فى حياء لتعلن عن غضبها إزاء تلم المعاملة السخيفة
و سمعت صوت إرتطامها بإحدى الصخور إلى جانبي

و احسست ساعتها كم هو مظلوم 000 كم هو ضحية هذا النيل العظيم؟!
يمنح الحضارة و الحياة 000 بل و المتعة و الإلهام و الترفيه
ثم يمنحه الآخرون أدنى درجات الإهتمام

أظن أنني فى المرة القادمة سوف أكون أكثر تعاطفا معه 00000 مع هذا النيل العظيم

No comments: