Monday, June 11, 2007

موضوع كبير أوى

بسم الله الرحمن الرحيم
دخولا فى الموضوع و دون أن أطيل على قاريء هذا الموضوع إن كان هناك من يقرأه
فمنذ ما يقارب الأسبوع كنت أشاهد إحدى المسلسلات و تحديدا كان مسلسل " إمام الدعاة " ذلك المسلسل الذي يروي قصة حياة عالمنا الجليل الشيخ محمد متولي الشعراوي
و دون الدخول فى تفاصيل المشهد الذي رايت
و لكن ورد في ذلك المشهد الرأي الواضح و وجهة نظر إمامنا الجليل في قضية التسيير و التخيير
هل الإنسان مسير أم مخير ؟
و إن كان مسيرا بإرادة الله دون تدخل منه
فلماذا كان الثواب و العقاب ؟
و قد ورد عن إمامنا الجليل مثال و لله فيه المثل الأعلى
عن أب له ولدان
اعطى لكل منهما نقودا و اعطى لهم حرية الأختيار
في سبيل الإنفاق الذي يرغبون
و لكن الأب بدراسته لردود أفعال ولديه و لانه يعلم عنهم طريقة النشأه فان توقعاته لتصرفات كل منهم قد تتراوح فيها نسبة الخطأ ما بين 5 % إلى 1 %
لذلك فلا يوجد تناقض هنا بين إقرار حرية الأختيار و بين علم الأب بما سيفعلون
و لله المثل الاعلى
و لكن لنا هنا وقفه
فالمثال الذي أورده إمامنا الجليل لاحظت أنه غير متطابق بشكل كامل
حيث أن علم الله يمتد إلى ما قبل الخلق و هذا يعني أن الله سبحانه و تعالي يعلم و هو العلي القدير ماذا سوف يخلق
دون الحاجه إلى الإنتظار لرصد ردود فعله و تصرفاته حتى يصح التكهن بما سيفعل كما فى مثال الاب و أولاده
و هنا يكون السؤال ؟
لماذا يخلق الله العصاة ؟ وهو يعلم قبل خلقهم بأنهم عصاة مذنبين
و قد سمعت حديثا قدسي لا أدري فى الحقيقة مدى صحته لكنه فيما معناه يقول أن الله سبحانه و تعالى إن صلح الخلق جميعا فأنه سيخلق عصاة حتى يغفر و يرحم سبحانه العزيز الغفور
و فى هذا الحديث إشارة إلى خلق العصاة
و من خلال حديثى مع أحد زملائي في هذا الامر و صفني بأننى علمانى و قال لى أن تلك الامور تندرج تحت بند الأشياء التي لا يحق للمسلم السؤال عنها لما فيها من مساس بأصول العقيده
و من خلال هذه المناقشة
أندفعت فى أفكاري فيما بين جدالي مع صديقي هذا حول تلك النقطة
و تذكرت هنا شيئا كنت قد قرأت من قبل في كتاب قصص الأنبياء للإمام أبي الفداء ابن كثير في ذكر إحتجاج آدم و موسى عليهما السلام
و كان هذا الحديث
قال البخاري : حدثنا قتيبة , حدثنا أيوب بن النجار , عن يحي بن أبي كثير , عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : حاج موسى آدم عليهما السلام فقال له : أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة و أشقيتهم
قال آدم : يا موسى أنت الذي أصطفاك الله برسالاته وبكلامه , أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدّره عليّ قبل أن يخلقني .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " فحج آدم موسى " رواه مسلم عن عمر و الناقد و النسائي عن محمد بن عبد الله بن يزيد , عن أيوب بن النجار به قال أبو مسعود الدمشقي : و لم يخرجا عنه في الصحيحين سواه
و في هذا الحديث كانت لي وقفة
فماذا لو كان سيدنا آدم مخير بكامل إرادته فيما يفعل دون تدخل و لو من إرادة الله عز و جل
فماذا لو لم يأكل نبي الله آدم من تلك الشجرة التي نهاه الله عنها ؟؟؟؟
معنى ذلك أن يتغير مصير البشرية جميعا فيولد كل نسل آدم فى الجنة
و من هنا و بناءا على ما جاء في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
يتبين للقاريء أن نبي الله آدم كان مسير فيما يفعل
لانه لو وكّل له الأختيار كان من الممكن ألا يأكل من الشجرة فيتغير مصير البشرية جميعا
و في نقطة أخرى
إبليس الذي لعنه الله عز وجل حين عصى أمره و رفض السجود لسيدنا آدم عليه السلام
إبليس هذا قبل أن يعصى و بعد ان عصى ما هو إلا خلق الله سبحانه و تعالى
فهل هو مسير أم مخير فيما يفعل ؟؟؟
نعود معا إلى موقف في آيات القرآن الكريم
يأمر الله سبحانه و تعالى الملائكه أن تسجد لآدم فتسجد الملائكة إلا إبليس
فإن كان إبليس مخير فيما يفعل ؟؟
فماذا لو سجد ؟؟
ماذا كان سيحدث ؟؟
إذا فمعصيته تلك جزء من تاريخ البشرية فلا يصح أن تكون في يدي مخلوق له الحرية الكامله فى الأختيار دون تدخل من إرادة الخالق عز و جل
و ماذا بعد ؟
لعن إبليس إلى يوم القيامة
و السؤال هنا يعود رغم عنا أمام عيوننا
هل كان سيدنا آدم عليه السلام
أو
إبليس عليه سحائب اللعنه
مخير فيما يفعل أم مسير ؟؟؟؟؟
سؤال يطرح نفسه

No comments: